حدّث سيدنا أبو بكر رضي الله عنه عن رحلة الهجرة مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فقال:
أسرينا ليلتنا ومن الغد، حتى قام قائم الظهيرة وخلا الطريق لا يمر فيه أحد، فرفعت لنا صخرة طويلة لها ظل، لم تأت عليه الشمس، فنزلنا عنده، وسويت للنبي صلى الله عليه وسلم مكانا بيدي ينام عليه، وبسطت فيه فروة، وقلت: نم يا رسول الله وأنا أنفض لك ما حولك، فنام وخرجت أنفض ما حوله، فإذا أنا براع مقبل بغنمه إلى الصخرة، يريد منها مثل الذي أردنا، فقلت له: لمن أنت يا غلام، فقال: لرجل من أهل المدينة، أو مكة، قلت: أفي غنمك لبن؟ قال: نعم، قلت: أفتحلب، قال: نعم، فصببت من الماء على اللبن حتى برد أسفله، فقلت: اشرب يا رسول الله، قال: فشرب حتى رضيت (صحيح البخاري، الرقم: ٣٦١٥)
يتجلى من هذه القصة حب سيدنا أبي بكر رضي الله عنه العميق لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لما رأى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب اللبن سُرَّ سرورا بالغا مع أنه لم يذق شيئا من اللبن، فهذا مثل الأم – تفرح إذا رأت ابنها يتلذّذ بأكل شيء -.