كان بيت سيدتنا فاطمة رضي الله عنها بعيدا عن بيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء النبي – صلى الله عليه وسلم – إليها يوما، فقال: إني أريد أن أحولّكِ إلي (أي: تسكنين قريبة من بيتي)، فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلّم: فكلّم حارثة بن النعمان أن يتحول عني (أي: يستبدل بيتي ببيت من بيوته القريبة من بيتك)، فقال رسول الله: قد تحوّل حارثة عنا (في السابق) حتى قد استحييت منه (أن أسأله مرّة ثانية)
فبلغ ذلك حارثة، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله إنه بلغني أنك تحوّل فاطمة إليك (تريد أن تنتقل فاطمة إلى بيت قريب من بيتك) وهذه منازلي وهي أسقب بيوت بني النجار بك (أقرب البيوت إلى بيتك). وإنما أنا وما لي لله ولرسوله. والله يا رسول الله المال الذي تأخذ مني أحب إلي من الذي تدع. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: صدقت (أي: أخلصت فيما قلت)، بارك الله عليك، فحوّلها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت حارثة (من الطبقات الكبرى ٨/١٩)