حكي عن زين العابدين علي بن الحسين رحمه الله أنه جاءه رجل فقال له: يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما تقول في عثمان؟
(فأدرك أن السائل يكره سيدنا عثمان رضي الله عنه) فبين له أن في الإسلام ثلاث جماعات –
(١) المهاجرون
(٢) الأنصار
(٣) المتبعون للصحابة الكرام المحبون لهم
وقال (زين العابدين رحمه الله) له: يا أخي أنت من قوم قال الله فيهم: لِلفُقَراءِ المُهٰجِرينَ الَّذينَ أُخرِجوا مِن دِيارِهِم وَأَموالِهِم يَبتَغونَ فَضلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضوانًا وَيَنصُرونَ اللَّهَ وَرَسولَهُ أُولٰئِكَ هُمُ الصّٰدِقونَ ﴿٨﴾؟ قال لا!
قال: فوالله لئن لم تكن من أهل الآية (الأولى) فأنت من قوم قال الله فيهم: وَالَّذينَ تَبَوَّءُو الدّارَ وَالإيمانَ مِن قَبلِهِم يُحِبّونَ مَن هاجَرَ إِلَيهِم وَلا يَجِدونَ فى صُدورِهِم حاجَةً مِمّا أوتوا وَيُؤثِرونَ عَلىٰ أَنفُسِهِم وَلَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ وَمَن يوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ المُفلِحونَ ﴿٩﴾؟ قال لا
قال: فوالله لئن لم تكن من أهل الآية الثالثة لتخرجن من الإسلام وهي قوله تعالى: وَالَّذينَ جاءو مِن بَعدِهِم يَقولونَ رَبَّنَا اغفِر لَنا وَلِإِخوانِنَا الَّذينَ سَبَقونا بِالإيمانِ وَلا تَجعَل فى قُلوبِنا غِلًّا لِلَّذينَ اٰمَنوا رَبَّنا إِنَّكَ رَءوفٌ رَحيمٌ ﴿١٠﴾
والحاصل أن زين العابدين رحمه الله بين له أنه إن لم يكن من المهاجرين والأنصار، فلا بد له أن يحب المهاجرين والأنصار ليكون مؤمنا.
(تفسير القرطبي ١٨/٣١)