إحياء السنة إحياء سنة رسول الله ﷺ
شجاعة سيدنا علي رضي الله عنه في غزوة أحد
أصيب المسلمون يوم أحد حتى قتل منهم كثيرون، وأحاط الأعداء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وجرحوه جراحات، فذاع خبر قتل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سمع الصحابة الكرام رضي الله عنهم هذا الخبر الخاطئ، أصابهم من الهم ما لا يعلمه إلا الله.
قال سيدنا علي رضي الله عنه: لما انجلى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد (وأحاط الأعداء به صلى الله عليه وسلم) نظرت في القتلى فلم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: والله ما كان ليفر وما أراه في القتلى ولكن أرى الله غضب علينا بما صنعنا فرفع نبيه صلى الله عليه وسلم فما في خير من أن أقاتل حتى أقتل فكسرت جفن سيفي ثم حملت على القوم فأفرجوا لي فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم
ثم أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من مشركي قريش تقبل إليه، فقال لسيدنا علي رضي الله عنه: احمل عليهم فحمل عليهم ففرق جمعهم وقتل بعضهم، ثم أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة أخرى من مشركي قريش تقبل إليه، فقال صلى الله عليه وسلم لسيدنا علي رضي الله عنه: احمل عليهم فحمل عليهم ففرق جماعتهم وقتل آخرين
فقال سيدنا جبريل عليه السلام: يا رسول الله إن هذه (مجاهدة علي رضي الله عنه في الدفاع) للمواساة (و المساعدة والنصر لك)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه مني وأنا منه، فقال سيدنا جبريل عليه السلام: وأنا منكما (من مسند أبي يعلى الموصلي، الرقم: ٥٤٦، تاريخ الطبري ٢/٥١٤)
انظر إلى شجاعة سيدنا علي رضي الله عنه! أمره صلى الله عليه وسلم أن يحمل على الأعداء و يدافع عنه، فحمل على الأعداء لوحده بكل شجاعة وكفّ أذاهم عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويتجلى منه حبّه البالغ لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ألقى بنفسه في المهالك دفاعا عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
