عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم (سنن الترمذي، الرقم: ٤٨٦، وذكره الحافظ في فتح الباري ١١/١٦٤، وقد التزم فيه ألا تقل درجة الحديث عن الحسن)
الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مدعاة للعفو والمغفرة
رُوي أن امرأةً جاءت إلى الحسن البصري فقالت له: يا شيخ توفيت لي بُنَيةٌ وأريد أن أراها في المنام، فقال لها الحسن: صلي أربع ركعات واقرئي في كل ركعة فاتحة الكتاب مرةً، وسورة الهاكم التكاثر مرة، وذلك بعد صلاة العشاء الآخرة، ثم اضطجعي وصلِّي على النبي صلى الله عليه وسلم حتى تنامي، ففعلتْ ذلك، فرأتها في النوم وهي في العقوبة والعذاب، وعليها لباس القَطِران، ويداها مغلولة، ورجلاها مسلسلةٌ بسلاسلَ من النار، فلما انتبهت جاءت إلى الحسن فأخبرته بالقصة، فقال لها: تصدقي بصدقةٍ لعل الله يعفو عنها.
ونام الحسن تلك الليلة فرأى كأنه في روضة من رياض الجنة، ورأى سريرًا منصوبًا وعليه جاريةٌ حسناء جميلة، وعلى رأسها تاج من نور، فقالت: يا حسن! أتعرفني؟ فقال: لا، فقالت: أنا ابنة تلك المرأة التي أمرتَها بالصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم، فقال لها الحسن: إن أمك وصفتْ لي حالك بغير هذه الرؤية، فقالت له: هو كما قالت، قال: فبماذا بلغت هذه المنزلة؟ فقالت: كنا سبعين ألف نَفْسٍ في العقوبة والعذاب كما وصفتْ لك والدتي، فعبرَ رجل من الصالحين على قبورنا وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم مرةً وجعل ثوابها لنا، فقبِلها الله عز وجل منه، وأعتقَنا كلَّنا من تلك العقوبة وذلك العذاب ببركة الرجل الصالح، وبلغ نصيبي ما قد رأيتَه وشاهدتَه (القول البديع صـ ٢٨١)